المحميات البحرية بدبا الفجيرة قبلة للغواصين وهواة الأنشطة البحرية

فى: الأربعاء - أكتوبر 16, 2019      Print

تزخر مدينة دبا الفجيرة بالعديد من جماليات البيئة والطبيعة البحرية التي تنفرد بها عن باقي الأماكن في الإمارة، ومن ذلك جاء الاهتمام للمحافظة على تلك المفردات البيئية البحرية الجميلة وحمايتها وتنوعها حيث أولت حكومة الفجيرة اهتماماً بالغاً للمحافظة على البيئة البحرية وصون مواردها الطبيعية ، لذلك اصدر صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الاعلى حاكم امارة الفجيرة – حفظه الله - مرسوماً أميرياً عام 1998 بتأسيس محميات بحرية طبيعية في دبا الفجيرة بهدف الحفاظ على المقدرات والثروات للحياة الفطرية البحرية وحماية الأنواع النادرة وتكاثرها وتعزيز الثروة السمكية ومجابهة قضية الصيد الجائر عوضاً عن ذلك لتحفيز السبل التي تعمل على النهوض بالممارسات الحيوية وتوفير مصائد أسماك مستدامة .

أربع محميات

هناك أربع محميات بحرية تمتاز بالتنوع البيئي والحيوي وهي محمية العقة ومحمية ضدنا ومحمية البدية، بالإضافة الى محمية جزيرة الطيور التي تقع بمنطقة الفقيت التي تعد الأكبر بمساحتها التي تبلغ 2211600 متراً مربعاً وتحتوي هذه المحميات على أنواع نادرة من المرجان الريشي والأزرق ومجموعة من الإسفنجيات والكائنات الرخوة بالإضافة إلى الأسماك النادرة والملونة والعديد من القشريات كما يتوفر فيها أعداد من الحيوانات الليلية كالسلطعون والقريدس وسلاحف البحر وبقر البحر والقروش الحوتية الأليفة.

جذب هواة الغطس

واسهم وجود المحميات البحرية الطبيعية في المناطق البحرية لمدينة دبا الفجيرة في جذب هواة الغوص والرياضات ومحبي الاستمتاع بجمال البيئة البحرية، فمن خلال الرحلات إلى تلك المحميات، يستطيع الزائر مشاهدة ما تحتضنها من كائنات بحرية نادرة ومجموعة كبيرة من الشعب المرجانية والنباتات، كما يتمتع الزوار بالمناظر الطبيعة الخلابة وسحر الجبال، وبالكهوف المنفردة الغنية بأنواع كثيرة من الأسماك، وما تحتويه من مناظر مذهلة داخل المياه وخارجها.

وأكد سعادة حسن اليماحي مدير عام بلدية دبا الفجيرة أن هذه المحميات الأربع تعد من أهم وأبرز المشروعات الحيوية الفريدة بالدولة والوطن العربي وتجد كل الاهتمام من أجل صون وحفظ الأنواع النباتية والحيوانية والعمل على استغلال هذه الموارد الحيوية التي تنشأ عن المحميات اقتصادياً، إلى جانب استثمارها ووضعها على خريطة السياحة العالمية لزيادة أعداد السياح الوافدين إلى الإمارة سنوياً.

تأمين المناخ الطبيعي للكائنات البحرية

وأشار اليماحي الى ان المحميات البحرية بالمنطقة تعمل على حماية الثروة السمكية وتأمين المناخ الطبيعي والآمن لتكاثرها، خاصةً الأنواع النادرة من الأسماك والكائنات البحرية التي تشتهر بها منطقة الساحل الشرقي، كما تعمل المحميات البحرية أيضاً على حماية الشعاب المرجانية والصخور والأصداف الملونة من عمليات التجريف والممارسات الضارة، مما ساهم في جعل المنطقة موقع جذب سياحي لهواة الغوص والسباحة والمهتمين بالأبحاث البحرية من داخل الدولة وخارجها .

وأوضح أن الممارسات البيئية في الفجيرة تخطو نحو الاستدامة وتعزيز النظم الإيكولوجية وبالأخص البيئة البحرية من خلال المحميات البحرية في مدينة دبا التي من شأنها توفير الخدمات البيئية لإعادة تأهيل النظام الإيكولوجي البحري للكائنات التي تعتبر عائداً اقتصادياً جيداً لإمارة الفجيرة.

حدائق للشعب المرجانية

سعيد المعمري مدير مركز الفجيرة للمغامرات يقول : تعد المحميات البحرية من أهم المشروعات الحيوية التي تعمل على حماية البيئة البحرية وتنمية الموارد الطبيعية، كما أنها تعمل على تنشيط الحركة السياحية في المنطقة والمناطق المجاورة لها، لذلك أبرمت وزارة التغير المناخي والبيئة في يونيو 2018 مذكرة تفاهم مع مركز الفجيرة للمغامرات بهدف إنشاء حدائق الفجيرة للشعاب المرجانية المستزرعة في إمارة الفجيرة بالتنسيق مع بلدية الفجيرة وبلدية دبا الفجيرة بهدف المحافظة على الحياة البحرية بالمحميات وزيادة الثروة السمكية، بما يخدم السياحة البيئية بالإمارة واستقطاب عدد أكبر من السائحين والغواصين ومحبي الحياة البحرية من داخل وخارج الدولة من خلال زيادة عدد المغاصات و إعادة تأهيل المناطق المرجانية المتأثرة بالظواهر الطبيعية وغير الطبيعية، حيث بموجب مذكرة التفاهم، التزمت الوزارة بتوفير أمهات المرجان ذات انواع وأحجام مختلفة حسب حاجة المشروع، والدعم الفني لفريق العمل الميداني وذلك من خلال توفير كافة المواد والمعدات اللازمــة للعمليات الفنية من حيث التجهيز حتى تثبيت واستزراع المرجان.

والتزم مركز الفجيرة للمغامرات بتحديد المواقع والإحداثيات لإنشاء حدائق المرجان بالتنسيق والعمل المشترك مع بلدية الفجيرة وبلدية دبا الفجيرة على أن تتضمن سهولة وصول الخدمات اللوجستية وتكون ضمن نطاق المحميات الطبيعية ، ومسح المواقع الملائمــة على أن تستوفي الشروط الفنية المحددة من قبل الوزارة .

تحقيق استدامة النظم الطبيعية

واكد علي عبد الله علي الظنحاني المدير التنفيذي لمشروع حدائق الفجيرة للشعاب المرجانية المستزرعة التابع لمركز الفجيرة للمغامرات ان الاهتمام بحدائق الفجيرة للشعاب المرجانية المستزرعة في المحميات البحرية التي تم اطلاقها من قبل سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد امارة الفجيرة يأتي في إطار استراتيجية الحكومة 2017- 2021 التي تستهدف تحقيق استدامة النظم الطبيعية، والحفاظ على التنوع البيولوجي، والحد من تداعيات التغير المناخي، حيث تسهم في توفير ملاذ آمن للتنوع الأحيائي المميز في الدولة، ما يدعم تحقيق مفهوم الاستدامة الذي تستهدفه رؤية الامارات 2021 .

وأشار الظنحاني الى أن المناطق الساحلية التابعة للفجيرة ودبا الفجيرة تتمتع بتاريخ بيئي وتنوع بيولوجي غني بالحياة البحرية بما تحوية من أنواع الشعاب المرجانية التي يصل عددها إلى حوالى 130 نوعاً وكثرة المصائد السمكية وجمال الطبيعة الخلاب، وخلال السنوات الأخيرة أثرت تداعيات التغير المناخي والظواهر المناخية المتطرفة مثل ( إعصار جونو والمد الأحمر ) على هذا التنوع الاحيائي، وتم مواجهة ذلك بدعم الحكومة لمشاريع عدة للتنمية البيئية مثل حماية المناطق ذات الحساسية البيئية و تعيينها كمناطق محمية وإسقاط الكهوف الاسمنتية و استزراع أنواع من المرجان يتميز بقدرته على مقاومة الظروف الطبيعية مثل ارتفاع الحرارة و نقص الاكسجين وإطلاق يرقات الأسماك وزراعة أشجار القرم.

وأوضح ان المساحة الإجمالية المستهدف إقامة حدائق الفجيرة للشعب المرجانية المستزرعة تقدر بقرابة 300 ألف متراً مربعاً – أي ما يعادل مساحة 60 ملعب كرة قدم بحسب المقاييس العالمية ، سيتم زراعة ما يزيد عن 1.5 مليون من مختلف أنواع الشعاب المرجانية المتواجدة بالساحل الشرقي للدولة، وبالأخص الأنواع التي أجرت عليها الوزارة تجارب وأبحاث استزراع خلال الفترة الماضية.

وأشاد عدد من اهالي مناطق مدينة دبا الفجيرة بدور صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة في إنشاء أربع محميات بحرية طبيعية في عدد من مناطق دبا الفجيرة والتي عملت على حماية البيئة البحرية وتنمية مواردها الطبيعية والجمالية وتنشيط الحركة السياحية .

مجلة الغرفة كانت هناك

مجلة (الغرفة) التقت عدد من الزوار والسياح لمحميات دبا البحرية حيث يقول محمد سالم الحمودي المناطق التي توجد بها المحميات البحرية تشجع السائح على زيارة مناطقها والتمتع بسحر طبيعتها؛ لذلك هي دائماً محط أنظار الباحثين عن الجمال واعتدال الجو والاستجمام خاصة محمية الفقيت التي احرص في نهاية كل اسبوع الى زيارتها والسباحة في مياها النقية ورؤية الكائنات البحرية الاسماك الملونة النادرة .

اما جون هاني سائح مقيم في المانيا يقول هذه زيارتي الاولى لمنطقة العقة وأعجبني كثيراً وجود محمية بحرية بهذا المكان الجميل، حيث وجدتها محمية يكثر فيها مناطق الشعاب المرجانية الغنية بأنواع كثيرة من الأسماك، التي تزيد من جمالها المناظر الخلابة وسحر الجبال الصخرية والكهوف.

اما سعيد خالد المجالي زائر من امارة دبي يقول : دائماً اتردد على زيارة الاماكن البحرية في دبا الفجيرة والتي يوجد فيها المحميات البحرية والتي تعد سبباً في رواج السياحة البحرية ورياضات الغوص، لما تجمعها من سحر الجبال والمياه النقية وكثرة المناظر والنباتات البحرية فيها .





أخبار ذات صلة

Horizontal Ad

تغريدات


الإعلانات



مكتب الرميلة لتخليص المعاملات