بدور القاسمي: الكتب تحولنا إلى أشخاص أكثر تعاطفاً وقبولاً

فى: السبت - ديسمبر 11, 2021 Print

اختتم المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي (WCCE 2021) أعماله أمس بعد استضافة أكثر من 3000 زائر شاركوا حضورياً وافتراضياً في المؤتمر الواعد الذي استمر على مدار ثلاثة أيام انضم خلالها عدد من المسؤولين الحكوميين، ورجال الأعمال، والمبدعين، وصناع السياسات العالميين إلى المتحدثين والمفكرين الرائدين على مستوى العالم، مما يؤكد مكانة الإمارات كمركز هام ورائدة للإبداع على مستوى المنطقة والعالم.
افتُتحت فعاليات اليوم الأخير بجلسة للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات لمنشورات الأطفال بعنوان «احتضان الإنسانية من خلال الكتب»، حيث ناقشت دور الكتب كوسيلة إبداعية في تعزيز الترابط البشري وخلق مساحة عامة أكثر شمولاً وتنوعاً حيث يتم سماع جميع الأصوات وقبولها.

وقالت: أشعرُ بسعادةٍ غامرةٍ لأن الأدلةَ العلميةَ المتناميةَ تثبتُ أن الكتبَ يمكنُ أن تحولنا إلى أشخاصٍ أكثر تعاطفاً وقبولاً.«أعرف مدى التأثر العميق الذي يمكن أن أكون عليه عندما أرى العالم من خلال عيون الآخرين وكلماتهم، فهذا يغيّر وجهة نظري ويمنحني فرصةً فريدةً لفهم الحقائق وأوجه الغموض التي تكتنفُ حياة مختلف الأشخاص في أجزاء مختلفةٍ من عالمنا».
«كما أنني ممتنةٌ لما يبذلهُ الناشرونَ من محاولاتٍ جادةٍ لإضافةِ المزيدِ من الشموليةِ والتنوعِ إلى عالم الكتب، فمعَ قيام المزيد من المؤلفين من النساء والأقليات بنشر أعمالهم، تتعاظم فرصهم في التعبير عن أصواتهم وخبراتهم وقصصهم. وهم بذلك يدعوننا لاستكشافِ قضايا ثقافية وعِرقية وفنية وتاريخية مختلفة من وجهة نظرهم».
وفي تعليقها على المؤتمر قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب «نجاح هذا المؤتمر الذي عقد على مدار ثلاثة أيام يترجم سعينا الحثيث للتأكيد على أهمية وضع الاقتصاد الإبداعي على الأجندة العالمية، وستبدأ مرحلة التخطيط والتنفيذ العملي لمجمل التوصيات والمخرجات التي توصل لها المجتمعون خلال الجلسات الحوارية المختلفة.

وعبّرت معاليها عن سعادتها بالمشاركة في أعمال المؤتمر الذي جمع قادة الفكر وواضعي السياسات والمبدعين والمستفيدين من الصناعات الإبداعية على ذات المنصة لمناقشة التوجهات المستقبلية للاقتصاد الإبداعي، مؤكدة أنها تجربة استثنائية حققت بشكل عملي شعار المؤتمر «إبداع متكامل يصنع المستقبل»، حيث طرحت للنقاش مواضيع مهمة من شأنها أن توجه مسار الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال ستة مواضيع أساسية بآفاق واسعة، وهي استدامة المستقبل، إعادة العمل، التحول التقني، الشمولية والتنوع، وتطوير نظام التعليم وتطوير الإعلام وتقنيات المستقبل.
واختتمت معاليها بالقول: هذه بداية الطريق، سنمضي قدما بخطى واثقة وثابتة تجاه جعل الابتكار والإبداع أكثر أهمية ونضعهما في مكانة متقدمة، ونتطلع إلى عقد النسخة الثالثة من المؤتمر في إندونيسيا السنة المقبلة.
من جهته قال الصحفي والكاتب والمتحدث العام، مالكولم جلادويل: «أعتقد أن مؤتمرات مثل هذه مهمة للغاية لأننا ندخل في فترة في الاقتصاد العالمي حيث يكون العمل الإبداعي أكثف وأكثر أهمية. يلعب الخيال دوراً الآن في عالمنا أكثر من الماضي والتفكير في ماهية مصادر الإبداع والتفكير فيما يعنيه بناء حياة إبداعية، يسعدني أن المؤتمر العالمي حول الاقتصاد الإبداعي يسلط الضوء على أهمية العمل الإبداعي في العالم الذي نعيش فيه».
ومن بين الموضوعات العديدة التي تم تسليـط الضــوء عليها، كان هناك جلسة رائعة لاستكشاف «التراث والتعاون الفني في القرن الحادي والعشــرين»، حيث ناقش عمر البريك، مدير شراكات الفنون والثقافة، العلا، ونادين غفـــار، المؤسس والمدير العام لـ Art D Egypte كيف أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي كنز دفين للفن والثقافة والتراث.
كما اجتمع عدد من الشخصيات المؤثرة التي حضرت المؤتمر بمن فيهم جون هوكينز الاستراتيجي الرائد في الإبداع والابتكار، وجون نيوبيجين أوبي، سفير الصناعات الإبداعية وعمدة لندن في جلسة لاختتام أعمال المؤتمر الذي سلط الضوء على بعض الدروس التي نستفيد منها في مستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية العالمية.
ويعد المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي 2021 الذي أقيم برعاية طيران الاتحاد كشريك استراتيجي هو آخر فعاليات السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي ويعقد بالتزامن مع احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة برحلتها على مدى العقود الخمسة الماضية، مؤشراً آخر لبداية الخمسين القادمة وتعزز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في مؤشر المنافسة العالمية، مما يعكس رؤية القيادة الرشيدة لبناء مستقبل أكثر إشراقاً.

دبي (الاتحاد)