مليارديرات يتنافسون على مفاتيح البيت الأبيض.. آخرهم بلومبرغ

فى: الإثنين - نوفمبر 25, 2019      Print

لم تعد الثروة واليخوت والمقتنيات الفارهة كافية لإشباع نهم المليارديرات للنفوذ في الولايات المتحدة، بل تعدى نهمهم الدولارات والبنوك إلى تملك زمام السلطة وتسلم مفاتيح البيت الأبيض وإدارة شؤون الولايات المتحدة.

ومنذ ترشح الملياردير روس بيرو للرئاسة في عام 1992، تزايد عدد المليارديرات الطامعين في رئاسة الولايات المتحدة، حتى تمكن الملياردير دونالد ترامب من الفوز بالرئاسة في انتخابات عام 2016.

وأفرزت الترشيحات الرئاسية في الولايات المتحدة حتى الآن ثلاثة مليارديرات: توماس ستوير رجل "وول ستريت"، ومايكل بلومبرغ الذي أعلن اليوم الأحد، ترشيحه رسمياً للمنصب عبر التنافس أولاً في "تمهيديات" الحزب الديمقراطي، وذلك إضافة إلى الرئيس دونالد ترامب الذي يواجه الآن مساءلة في الكونغرس قد تنتهي بعزله من منصبه على خلفية "أوكرانيا غيت".

لكن شهوة المليارديرات للجمع بين المال والشهرة والسلطة لم تقف فقط عند الترشيحات الرئاسية، بل تعدتها لتصل إلى الدعم المالي للمرشحين على أمل الحصول على نفوذ في البيت الأبيض لاحقاً. وحسب بيانات الحملة الرئاسية التي نشرتها "بيزنس إنسايدر"، فهنالك حوالى 100 ملياردير يدعمون المتنافسين على رئاسة الولايات المتحدة.

وحازت المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس على دعم 46 منهم قدموا لها الدعم السخي في السباق الرئاسي، وجاءت بعدها المرشحة الديمقراطية إليزابيث وارن من ولاية كاليفورنيا.

وتقدر ثروة بلومبرغ بحوالى 55 مليار دولار، كما أنه مالك وكالة بلومبرغ العالمية للأخبار المالية. كما يملك الملياردير ستوير الذي كون ثروته من صناديق الاستثمار حوالى 1.6 مليار دولار، بينما تقدر ثروة الرئيس الحالي ترامب بحوالى 3.1 مليارات دولار، وذلك وفقاً لبيانات نشرتها "إنترسبت" الأميركية.

واليوم، تعهد مايكل بلومبرغ، خلال إعلانه الترشح رسمياً بـ"إعادة بناء أميركا"، لينضم إلى مجموعة من المرشّحين الديموقراطيين الساعين للحصول على ترشيح حزبهم لمنافسة دونالد ترامب.

وقال بلومبرغ (77 عاماً) على موقعه على الإنترنت مع انطلاق حملته الدعائية البالغة كلفتها 30 مليون دولار، إن المخاطر كبيرة جداً، مضيفًا: "علينا أن نفوز بهذه الانتخابات وعلينا أن نبدأ بإعادة بناء أميركا".

مايكل بلومبرغ...من موظف بسيط في بنك أميركي إلى ملياردير

يوصف بأنه تاسع أغنى رجل في الولايات المتحدة، لكن الأهم من ذلك أنه الأكثر تأثيراً في القطاعات المالية حول العالم، حيث يحتكر عبر صناعاته البيانات والإحصاءات المهمة التي تدخل في عمل البنوك والمؤسسات المالية منذ نحو 4 عقود، بينما بدأ حياته موظفا صغيراً في أحد البنوك، قبل الاستغناء عنه، ويؤسس شركته الخاصة ليصبح بين الأكثر ثراءً ليس في أميركا فحسب وإنما في العالم.

هو الملياردير الأميركي مايكل بلومبرغ، الذي دخل ضمن قائمة المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة الأميركية 2020، بعد أن قدم أوراق ترشحه للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية ألاباما، قبل بضعة أيام، ما يجعل السباق للوصول إلى البيت الأبيض أكثر احتداماً مع الرئيس الحالي دونالد ترامب الملياردير أيضا، ولكن بفارق شاسع مع بلومبرغ.

لم يكن اسم بلومبرغ، غريباً على أوساط البنوك والمال والصحافة، بعد أن أسس وأدار، لمدة عشرين عاماً، إحدى أقوى شركات تكنولوجيا المعلومات، التي تعتمد عليها البنوك والمؤسسات المالية، حتى أصبح لزاماً على كل بنك، في أي بلد، أن يبحث عن السعر، والطرف الآخر، وربما ينفذ عملياته في شراء وبيع السندات، من خلال الشاشات التي وفرها له هذا الملياردير، واحتكر فيها البيانات والإحصاءات المالية الهامة.

تقدر مجلة فوربس ثروة بلومبرغ بنحو 55.5 مليار دولار، ليحتل المركز الـ 14 عالمياً، بينما تصل ثروة ترامب إلى 3 مليارات دولار، وفق البيانات الصادرة في يونيو/حزيران الماضي.

ورغم ادعائه الدائم أنه ليس سياسياً، شغل بلومبرغ، منصب عمدة مدينة نيويورك المنتخب لثلاث فترات متتالية بين 2002 و2013، فاز في اثنتين منهما كعضو بالحزب الجمهوري، الذي انتقل إليه من الحزب الديمقراطي في عام 2001، بينما انتزع الثالثة كمستقل. ويخوض بلومبرغ سباق الترشح للرئاسة حالياً ممثلاً للحزب الديمقراطي، الذي عاد إليه العام الماضي 2018.

وأسس بلومبرغ، البالغ من العمر 77 عاماً، شركته للبيانات المالية والإعلام عام 1981، ويمتلك نسبة 88 في المائة منها حالياً، وانتشرت فروعها في أكثر من 120 دولة، بينما تقدم خدماتها في كل دول العالم، وتوظف أكثر من 20 ألف موظف، وتجاوزت إيراداتها 10 مليارات دولار العام الماضي.

نشأ بلومبرغ لأسرة متوسطة الحال، ساعدته على التخرج من جامعة جونز هوبكنز بشهادة في هندسة الكهرباء، قبل أن يحصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة هارفارد العريقة، الأمر الذي مكنه من الحصول على وظيفة في وول ستريت، حي المال والأعمال الشهير في نيويورك.

وبعد استبعاده من المدرسة العسكرية بسبب تسطح قدمه "فلات فوت" في قدمه، قبل بلومبرغ بوظيفة متواضعة في بنك سالمون براذرز عام 1966، بمرتب لا يتجاوز تسعة آلاف دولار سنوياً، حيث أمضى أغلب وقته فيه في إحصاء الأسهم والسندات الموجودة في الخزينة، قبل أن يتمكن بذكائه ومثابرته من صعود السلم الوظيفي داخل البنك، ليترأس بعيداً عن تخصصه، وحدة تكنولوجيا المعلومات فيه عام 1978.

لكن بعد اندماج البنك مع شركة تداول السلع "فيبرو"، تم الاستغناء عن خدمات بلومبرغ عام 1981، ومنحه 10 ملايين دولار تعويضاً، استخدم 4 ملايين دولار منها في إنشاء شركته بلومبرغ.

وبعد أن قدمت الشركة للأسواق أقوى منتجاتها، وهي شاشة بلومبرغ Bloomberg Terminal، كان بنك الاستثمار ميريل لينش هو أول عملائها، حين اشترى لقطاع الخزانة والاستثمار لديه 22 قطعة منها، وقرر استثمار 30 مليون دولار فيها.

بعد ذلك، نوعت الشركة من خدماتها، لتقدم لعملائها تلفاز بلومبرغ، وشبكة أخبار بلومبرغ، ثم استردت ما باعته لميريل لينش مقابل 200 مليون دولار، ولتصل قيمة الشركة إلى ملياري دولار عام 1989، وذلك قبل أن تتم عامها العاشر.

وكعمدة لمدينة نيويورك، حصل الملياردير على راتب دولار واحد فقط لا غير سنوياً، بل واستخدم أمواله الخاصة في الإنفاق على الوظيفة، بما فيها ملايين الدولارات تكلفة تنقلاته ومهامه كعمدة للمدينة.

وبعد انتهاء فترتين، استطاع بلومبرغ أن يحشد لتعديل القانون، الذي كان يمنع أي عمدة من الترشح لرئاسة المدينة أكثر من فترتين، ليفوز مرة ثالثة، بعيداً عن دعم أي من الحزبين.

وامتلك بلومبرغ عشرات البيوت والمباني الفاخرة في العديد من المدن حول العالم، تشمل بيتاً فخماً، من خمسة طوابق في حي مانهاتن بنيويورك، وهو الذي يعيش فيه حالياً، كما امتلك بيتاً في وسط لندن، على مساحة تتجاوز مليون قدم مربعة، يعتبره مقره الأوروبي، وأيضاً بيتاً ساحراً على شاطئ الأطلنطي في برمودا. وخلال فترة ليست قصيرة من عام 2013، امتلك بلومبرغ في نفس الوقت 14 بيتاً قيماً في بعض أجمل البقاع حول العالم.

لكن الملياردير، الذي يعد أغنى رجل في نيويورك، وتاسع أغنى رجل في أميركا، وترتيبه 14 بين أثرياء العالم، خصص ما يقرب من عقد كامل من الزمان من عمره في الأعمال الخيرية، كانت وقتها هي وظيفته الأساسية، قبل أن ينضم إلى قائمة المشاهير الذين قرروا التبرع بنصف ثرواتهم على الأقل بعد وفاتهم، وأكد في أكثر من مناسبة أنه سيعمل على التبرع بأغلبها في حياته.





أخبار ذات صلة

Horizontal Ad

تغريدات


الإعلانات



مكتب الرميلة لتخليص المعاملات